أرقام قياسية جديدة: تأثير التوترات الدولية على مستقبل أسعار النفط والذهب اليوم

شهدت أسعار النفط انخفاضًا جديدًا هذا الأسبوع، حيث تعكس التطورات الاقتصادية التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين. هذه التوترات زادت من القلق بشأن ضعف الطلب العالمي وارتفاع فائض المعروض. وفقًا لبيانات سوق البترول، انخفض سعر خام برنت بمقدار 53 سنتًا، بنسبة 0.86%، ليصل إلى 60.76 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 55 سنتًا، بنسبة 0.96%، ليستقر عند 56.99 دولارًا. يُظهر ذلك استمرار الانخفاض الذي شهدته أسواق النفط للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك نتيجة توقعات وكالة الطاقة الدولية بزيادة فائض المعروض خلال عام 2026.
التوترات العالمية وتأثيرها على سوق النفط
تتزايد الضغوط على سوق الطاقة بسبب التوتر التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى محاولة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين عقد قمة حول الأوضاع في أوكرانيا. ضغطت واشنطن على الهند والصين لوقف شراء النفط الروسي، مما قد يؤثر على واردات الهند من النفط بدءًا من ديسمبر المقبل. من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تقليص الإمدادات المتجهة إلى الصين، وزيادة التقلبات في أسعار الخام عالميًا. كما شهد النمو الاقتصادي الصيني تباطؤًا خلال الربع الثالث من العام الحالي، ليصل إلى أضعف مستوى له منذ سنوات.
أسعار الذهب تتعافى قليلاً بعد تراجع حاد
في مجال المعادن، شهدت أسعار الذهب تعافيًا طفيفًا ليوم الإثنين بعد انخفاض حاد خلال الأسبوع الماضي. متأثرة بتصريحات الرئيس الأمريكي التي خففت من حدة التوترات التجارية، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4%، لتصل إلى 4263.59 دولار للأوقية، بعد أن تراجعت بنسبة 1.8% يوم الجمعة. أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب، فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة 1.5% لتصل إلى 4275.40 دولارًا للأوقية. كما زادت الفضة بنسبة 0.5%، لتسجل 52.08 دولارًا للأوقية، بعد انخفاض بنحو 4.4% في الجلسة السابقة.
أداء الذهب الأسبوعي وأهم التوقعات
على الرغم من الانخفاض الحاد، سجّل الذهب أفضل أداء أسبوعي له منذ أبريل 2025، عندما تجاوز مستوى 4378.69 دولار للأوقية، محققًا أعلى سعر له على الإطلاق. ارتفعت الفضة أيضًا لتصل إلى أعلى مستوياتها عند 54.47 دولارًا للأوقية، بينما شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم تراجعات طفيفة بنسبة 1.1% و0.5% على التوالي. يترقب المستثمرون القرارات السياسية المقبلة، والتي قد تساهم في إعادة تشكيل ميزان العرض والطلب في الأسواق، حيث يراقب الخبراء تأثير التضييق الأمريكي على تجارة النفط الروسي وبشكل خاص ما يتعلق بالمعطيات الاقتصادية في الصين والهند. يبقى الذهب الملاذ الآمن الرئيسي للمستثمرين في ظل تقلبات الأسواق العالمية.