أستاذ تخطيط: الرياض تسعى لتحقيق توازن عمراني بين التوسع الأفقي وإعادة التطوير

أكد الدكتور وليد الزامل، أستاذ التخطيط العمراني في جامعة الملك سعود، أن النمو الأفقي لمدينة الرياض يمثل تحديًا كبيرًا في إدارة التنمية الحضرية. وأوضح أن الحل يكمن في إعادة تطوير المناطق الداخلية للمدينة، مما يسهم في تقليل الازدحام المروري والاستفادة القصوى من البنية التحتية الحالية. كما أشار إلى أن الاعتماد على التوسع العمراني الخارجي لم يعد خيارًا كافيًا لمواجهة التحديات المستقبلية.
أهمية إعادة تطوير الداخل
لفت الزامل إلى أن نسبة كبيرة من أراضي الرياض مصنفة كأراضٍ مطورة، مما يجعل إعادة التطوير خيارًا استراتيجيًا لمواجهة التحديات المتزايدة. وان التركيز على تحسين المناطق الداخلية يسهم في رفع الكفاءة الحضرية وتقليل تكاليف الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا التطوير في رفع جودة الحياة للسكان من خلال توفير بيئة عمرانية متكاملة.
دور النقل العام في الحل
شدد أستاذ التخطيط العمراني على أن معالجة النمو الأفقي لا يمكن أن تتحقق دون تطوير وسائل النقل العام. حيث أن مشاريع النقل الكبرى، مثل شبكة المترو وحافلات الرياض، تعد ركيزة رئيسية لتخفيف الزحام وتعزيز الاستدامة. فالنقل الجماعي يتيح تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة ويحد من الاختناقات المرورية.
البنية الإشرافية للمدينة
وأشار الزامل إلى أن مستقبل الرياض يتطلب إعادة النظر في تشكيل البنية الإشرافية للمدينة، بما يتناسب مع حجمها واحتياجاتها التنموية. موضحًا أن تبني حوكمة حضرية حديثة سيساهم في تحسين كفاءة إدارة المشاريع وتعزيز التكامل بين مختلف القطاعات، مما يسهل تنفيذ برامج التنمية الشاملة.
رؤية مستقبلية متكاملة
اختتم الزامل حديثه بالتأكيد على أن نجاح الرياض في التغلب على تحديات النمو الأفقي يرتبط بقدرتها على الدمج بين إعادة تطوير المناطق الداخلية وتوسيع نطاق مشاريع النقل، مع تحديث البنية التنظيمية للمدينة. يتماشى ذلك مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية لجعل العاصمة مدينة عالمية جاذبة للاستثمار والعيش المستدام.