قامت القوات الخاصة للأمن البيئي بالقبض على مقيم من الجنسية الباكستانية في المدينة المنورة، وذلك بعد مخالفته نظام البيئة عبر تفريغ مواد خرسانية بشكل عشوائي، مما أدى إلى تلويث البيئة وإلحاق الضرر بالتربة. تم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات اللازمة.
التأثيرات السلبية لتلويث التربة
أكدت القوات الخاصة للأمن البيئي أن التصرفات غير المسؤولة مثل هذه تُعد من الأفعال المجرمة بيئيًا، نظرًا لما تسببه من تدهور للتربة وإفساد خصائصها الطبيعية، مما ينعكس سلبًا على إمكانية الاستفادة منها مستقبلاً، ويضر بالنظام البيئي بشكل عام. وأشارت إلى أن النظام يعاقب بشكل صارم كل من يمارس أي نشاط يؤدي إلى الإضرار بالتربة أو تلويثها، حيث يمكن أن تصل الغرامة المالية في هذه الحالات إلى عشرة ملايين ريال، مما يعكس جدية الدولة في حماية الموارد الطبيعية.
شددت القوات على أن تلويث التربة أو تغيير خصائصها يؤثر ليس فقط على الحياة النباتية، بل يمتد أثره ليشمل الحياة الفطرية، مما يهدد سلامة البيئة المحيطة. وهذا يستدعي التزام الأفراد والمنشآت بالقوانين البيئية، والحرص على تجنب الممارسات الضارة.
جهود الرقابة والحماية
لفتت القوات الخاصة للأمن البيئي إلى وجود جهود مراقبة مستمرة لمتابعة أي مخالفات بيئية، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، بهدف تقليل الممارسات التي تشكل خطرًا على البيئة والحياة الفطرية. وأوضحت أن تلويث التربة بالمواد الخرسانية يؤدي إلى إغلاق المسام الأرضية ومنع تسرب المياه إلى باطن الأرض، مما يخل بالتوازن البيئي ويؤثر على دورة المياه الطبيعية في المنطقة.
كما أكدت أن الغرامات الكبيرة ليست وسيلة للردع فقط، بل هي دعوة للالتزام بالقوانين واتباع ممارسات بيئية مسؤولة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل العقوبات إحالة المخالفين للجهات القضائية لاستكمال الإجراءات النظامية، مما يضمن عدم تكرار هذه الأفعال. حماية التربة والحفاظ على خصائصها الطبيعية تُعد من مرتكزات الاستدامة البيئية في المملكة، وهو ما تسعى القوات لتحقيقه عبر تطبيق القوانين والرقابة الصارمة.
دعوة للمشاركة المجتمعية
حثت القوات جميع المواطنين والمقيمين على التعاون معها عبر الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداء على البيئة أو الحياة الفطرية، مؤكدة أن المشاركة المجتمعية هي الخط الدفاع الأول عن البيئة. يمكن الإبلاغ عن المخالفات عبر الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، بينما يمكن الاتصال على الرقمين 999 و996 في بقية المناطق.
أشارت القوات إلى أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بسرية تامة، دون تحميل المبلغين أي مسؤولية قانونية، لضمان تشجيع الجميع على الإبلاغ عن المخالفات. وأكدت أن التنسيق بين الجهات الأمنية والرقابية يسهم في الحد من التلوث البيئي ويعزز حماية الحياة الفطرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في مجال البيئة. اختتمت القوات بيانها بالتأكيد على استمرار حملاتها الرقابية والتوعوية لرفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع وتحفيز الأفراد على تبني ممارسات تحافظ على البيئة وتضمن استدامة مواردها الطبيعية.
