الكشف عن قيمة عوائد حاملي أسهم أرامكو وحجم المكاسب المتوقعة

في تطور لافت يؤكد قوة ومتانة مركزها المالي، سجلت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة متكاملة في العالم في مجالات الطاقة والبتروكيميائيات، عائد نقدي على التوزيعات بلغ 6.2% خلال آخر 12 شهر، متفوقة بذلك على عوائد التوزيعات في معظم شركات الطاقة العالمية، ومؤشرات الأسواق السعودية، وحتى معدلات الفائدة البنكية.
الكشف عن قيمة العوائد التي سيحصل عليها حاملي أسهم أرامكو
أعلنت أرامكو عن توزيع أرباح نقدية إجمالية قدرها 80.1 مليار ريال سعودي عن الربع الثاني من العام المالي الحالي، موزعة على النحو التالي:
- توزيعات أرباح أساسية: 79.3 مليار ريال
- توزيعات إضافية مرتبطة بالأداء: 0.8 مليار ريال
ويمثل ذلك ارتفاعًا بنسبة 4.2% مقارنة بالربع ذاته من العام الماضي، في خطوة تعكس التزام الشركة بسياسة توزيعات سخية للمساهمين رغم التحديات التي تواجه أسواق الطاقة العالمية.
تفوق ملحوظ على كبرى الشركات والمؤشرات
وفقا لتقارير “وحدة التحليل المالي” التابعة لصحيفة الاقتصادية، فإن عائد التوزيع النقدي لأرامكو البالغ 6.2% (استنادًا إلى سعر السهم عند 23.91 ريال) يتجاوز العوائد النقدية لمعظم شركات الطاقة العالمية الكبرى، والتي تراوحت عوائدها بين 1% و5.9%.
ولا يقف تفوق أرامكو عند هذا الحد، بل يتجاوز أيضا:
- عائد مؤشر السوق السعودي (تاسي): البالغ نحو 4.3%
- معدل السايبور لثلاثة أشهر: والذي بلغ 5.4%
- الفوائد البنكية على الودائع: التي تقل عن عائد أرامكو
هذا الفارق يمنح الشركة ميزة استثمارية كبيرة، خصوصًا في ظل التباطؤ المتوقع في رفع أسعار الفائدة الأمريكية.
السياسة التوزيعية لأرامكو
تمثل توزيعات الأرباح المرتبطة بالأداء التي أعلنت مؤخرًا، الدفعة الثالثة من نوعها والتي تمنح للمساهمين بناءً على نتائج الأداء السنوي الكامل لعام 2024، وقد تم احتساب هذه التوزيعات خلال الربع الرابع من العام ذاته، وفقا للمعايير التالية:
- استنادًا إلى 70% من التدفقات النقدية الحرة للمجموعة
- بعد خصم توزيعات الأرباح الأساسية
- وطرح أية استثمارات خارجية أو التزامات مالية أخرى
ورغم تراجع بعض المؤشرات المالية، إلا أن أرامكو واصلت الوفاء بالتزاماتها تجاه المساهمين، ما يعكس قوة السيولة النقدية وقدرتها على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة.
تراجع في الأرباح والتدفقات النقدية
على الرغم من الظروف السوقية الصعبة، شهدت الشركة:
- انخفاضًا في التدفقات النقدية الحرة بنسبة 20% لتبلغ 57.1 مليار ريال
- تراجعًا في صافي الأرباح بنسبة 22% بسبب انخفاض أسعار النفط والمنتجات الكيميائية والمكررة
إلا أن ذلك لم يمنع أرامكو من الحفاظ على سياسة توزيعات سخية ومستقرة، ويعزى تراجع الأرباح إلى:
- انخفاض متوسط سعر برميل النفط بنسبة 22% خلال الربع الثاني ليصل إلى 66.7 دولار
- تراجع في أسعار المواد الكيميائية والمكررة
- مقابل ارتفاع في كميات النفط الخام المتداولة، مما ساعد على تخفيف التأثيرات السلبية
نظرة مستقبلية لعام 2025
شركة أرامكو وضعت تصورًا لتوزيعاتها المستقبلية لعام 2025، والتي تتماشى مع التوجهات المالية الحالية، وقد أعلنت:
- نيتها توزيع ما مجموعه 320.4 مليار ريال سعودي خلال عام 2025
- ما يمثل عائد توزيع نقدي متوقع نسبته 5.3% إلى 5.5%، وفقاً لسعر السهم الحالي
ويمثل هذا التوجه التزامًا طويل الأمد من قبل الشركة نحو تقديم عوائد مجزية للمساهمين، حتى في ظل التغيرات العالمية في أسعار الطاقة أو مستويات الطلب.
توزيع 94% من الأرباح
تشير الأرقام إلى أن أرامكو خصصت 94% من أرباحها في الربع الثاني من عام 2025 لتوزيعات نقدية، حيث بلغت أرباح الشركة 85 مليار ريال، وتم توزيع 80.1 مليار منها، ما يعكس درجة عالية من الشفافية والكرم الاستثماري تجاه المساهمين.
ميزة تنافسية في بيئة اقتصادية متغيرة
في ظل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة للمرة الرابعة عند مستوى 4.5%، وتزايد التوقعات بخفضها خلال الفترة القادمة، تصبح توزيعات أرامكو النقدية ذات عائد مرتفع فرصة استثمارية جذابة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والدخل الثابت.
أرامكو تواصل ريادتها بثبات وشفافية
رغم انخفاض الأرباح والتقلبات في الأسواق العالمية، نجحت أرامكو في الحفاظ على موقعها الريادي في سوق الطاقة العالمي، وواصلت التزامها بتقديم توزيعات نقدية قوية تفوق العوائد البنكية، وعوائد كبرى الشركات المنافسة، ومؤشرات السوق.
هذا الأداء يجعل من سهم أرامكو خيارًا استراتيجيًا مغريًا للمستثمرين على المديين المتوسط والطويل، خصوصًا في ظل السياسة المالية المتزنة، والاحتياطات النقدية القوية، والقدرة على التكيف مع تقلبات الأسعار.