النفط يتعافى من أدنى مستوى له في 5 أسابيع بفعل عمليات شراء فنية

تعافت أسعار النفط في تعاملات اليوم بعد موجة هبوط متتالية دفعتها إلى أدنى مستوياتها خلال خمسة أسابيع. سجلت العقود الآجلة مكاسب ملحوظة بدعم من عمليات الشراء الفنية وتراجع القلق النسبي من تباطؤ الطلب العالمي، وسط مؤشرات على استقرار الأسواق بعد ضغوط بيعية استمرت أربع جلسات متتالية.
ارتفاع أسعار النفط
شهدت عقود خام برنت الآجلة صعودًا بمقدار 1.13 دولار للبرميل، بما يعادل ارتفاعًا بنسبة 1.67%، ليصل سعر البرميل إلى 68.77 دولار. بينما قفزت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بقيمة 1.16 دولار، أو ما يعادل 1.78%، لتستقر عند 66.32 دولارًا للبرميل، بعد خسائر حادة تكبدها الخامان في الجلسة السابقة.
المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي
سجل كلا الخامين في ختام تداولات الثلاثاء انخفاضًا تجاوز دولارًا واحدًا للبرميل، مما دفع بهما إلى أدنى مستوى تسوية منذ أكثر من شهر، في وقت يتزايد فيه الحذر من أداء الاقتصاد العالمي وتوقعات تباطؤ الطلب على الطاقة.
تحليل المحللين
أرجع محللون الارتفاع الأخير إلى رغبة المستثمرين في اقتناص فرص الشراء عند المستويات المنخفضة، خاصة بعد سلسلة من الخسائر التي أثارت مخاوف من عمليات بيع مبالغ فيها وغير مدعومة بأساسيات قوية، ما خلق حالة من التوازن المؤقت في السوق.
تراجع المخزونات الأمريكية
تأتي هذه المكاسب وسط تقارير تشير إلى أن المخزونات الأمريكية من النفط الخام والمنتجات المكررة تراجعت في الأسبوع الماضي، مما قد يخفف بعض الضغوط المرتبطة بتخمة المعروض، ويعزز الثقة في تحسن الطلب الموسمي مع دخول فصل الخريف.
توقعات أوبك+
يبدو أن حركة الأسعار الحالية تتفاعل أيضًا مع توقعات الأسواق لقرارات قد تتخذها أوبك+ خلال اجتماعاتها القادمة. تزداد التقديرات بشأن إمكانية خفض إضافي للإنتاج لدعم الأسعار ومنع عودتها لمستويات منخفضة بشكل مقلق.
تقلبات السوق والمخاطر الجيوسياسية
أكد محللون في مؤسسات مالية دولية أن التقلبات الأخيرة تعكس هشاشة السوق، وأن الأسعار ستظل رهينة تطورات الطلب في الصين والولايات المتحدة، فضلًا عن السياسات النقدية للبنوك المركزية التي تؤثر في توقعات النمو. كما تلقي المخاوف الجيوسياسية بظلالها على السوق، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة في بعض مناطق إنتاج النفط الرئيسية، مما يجعل السوق عرضة لردود فعل سريعة تجاه أي مستجدات قد تطرأ.
مراقبة البيانات الاقتصادية
تتابع الأسواق عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة من الصين وأمريكا، لا سيما تقارير الوظائف والنشاط الصناعي، حيث تمثل تلك الأرقام مؤشرات حيوية على مسار الطلب المستقبلي للطاقة، ومدى قدرة الاقتصادات الكبرى على مواصلة التعافي.
الحذر بين المستثمرين
على الرغم من التحسن الطفيف في أسعار الخام، لا يزال كثير من المستثمرين حذرين من احتمالية عودة التراجعات، خاصة مع استمرار الضبابية بشأن النمو العالمي، وتداعيات ارتفاع أسعار الفائدة في الاقتصادات المتقدمة على الاستهلاك العام للطاقة.
توقعات السوق المستقبلية
تبقى مستويات الأسعار الحالية دون مستويات الدعم النفسي التي كانت سائدة مطلع الشهر الماضي، ما يجعل عودة الاستقرار مرهونة بإشارات أوضح على تعافي الطلب أو تحركات فاعلة من كبار المنتجين لضبط السوق. يؤكد مراقبون أن السوق لا يزال في طور اختبار مستويات التوازن الجديدة، وأن أي تحرك كبير سواء صعودًا أو هبوطًا قد يكون مؤقتًا ما لم يصاحبه تحول ملموس في العوامل الأساسية.
استجابة السوق للأخبار اللحظية
تبقى تحركات المستثمرين مدفوعة بشكل كبير بردود الأفعال على الأخبار اللحظية، في وقت تتسم فيه التداولات بالحساسية تجاه أي تطورات تتعلق بالمخزونات أو قرارات الإنتاج أو التوقعات الاقتصادية العامة. تحرك الأسعار اليوم يمنح الأسواق فترة تنفس مؤقتة، لكنه لا يعكس بالضرورة انعكاسًا كاملًا للاتجاه السلبي الذي هيمن على تعاملات الأيام الماضية، ما يعني أن الحذر لا يزال سيد الموقف في أوساط المتعاملين في أسواق الطاقة.