شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية تراجعًا اليوم بعد موجة ارتفاع قوية استمرت لعدة أيام. يأتي هذا الانخفاض نتيجة صعود الدولار الأمريكي، بينما يتطلع المستثمرون إلى صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي يُرجح أن تقدم إشارات حاسمة حول اتجاه السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي. في ظل هذه الظروف، يسود الحذر بين المستثمرين انتظارًا لمؤشرات جديدة توضح مسار أسعار الفائدة في الأشهر القادمة.
تراجع في المعاملات الفورية والآجلة
انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4082.95 دولارًا للأوقية، بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر ارتفاعًا بنسبة 0.8% لتسجل 4097.40 دولارًا للأوقية. هذه التغيرات تعكس الحالة المتقلبة للسوق العالمية في ظل الضغوط المتباينة بين ارتفاع العملة الأمريكية، وتوقعات استمرار الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ارتفاع سنوي غير مسبوق
على الرغم من التراجع الطفيف اليوم، فإن أسعار الذهب ما زالت مرتفعة بنسبة 56% منذ بداية العام وحتى الآن. وكانت الأسعار قد سجلت الأسبوع الماضي مستوى قياسيًا بلغ 4381.21 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى تاريخي. ويدعم هذا الارتفاع تصاعد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية على مستوى العالم، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة واستمرار البنوك المركزية في شراء كميات كبيرة من الذهب لتعزيز احتياطاتها.
تأثير الدولار على حركة الذهب
يأتي الانخفاض الحالي في وقت يستعيد فيه الدولار قوته أمام العملات الرئيسة، مما يزيد من تكلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى ويضغط على الأسعار الفورية. فمن المعروف أن الذهب والدولار يتحركان في اتجاهين متعاكسين، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليل جاذبية الذهب كأصل بديل. وبالتالي، فإن أي حركة جديدة في مؤشر الدولار العالمي ستنعكس بشكل مباشر على تداولات المعدن النفيس.
تراجع في المعادن النفيسة الأخرى
في سياق آخر، انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 48.31 دولارًا للأوقية. كما شهد البلاتين تراجعًا بنسبة 1.4% إلى 1598.65 دولارًا، والهيدروجين بنسبة مماثلة إلى 1438.47 دولارًا. هذه التغيرات تعكس حالة التراجع العامة التي تمر بها أسواق المعادن النفيسة، نتيجة ارتفاع الدولار وزيادة شهية المستثمرين نحو الأصول النقدية المستقرة في الوقت الحالي.
