أعلن المهندس البراء التمراوي، رئيس الأبحاث الزلزالية في هيئة المساحة الجيولوجية، أن الهزات الأرضية المسجلة في مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية تصنف ضمن الفئة الخفيفة أو المتوسطة، مما يعني أنها لا تشكل أي خطر على السكان أو المنشآت. يوضح التمراوي أن هذه الهزات تُعتبر جزءاً من النشاط الزلزالي الطبيعي الذي لا يستدعي القلق، مؤكداً أن رصدها يدخل في إطار الأنشطة الزلزالية المعتادة.
أسباب النشاط الزلزالي
أشار التمراوي في مداخلة عبر قناة الإخبارية إلى أن الزلازل تعتبر ظاهرة طبيعية ناتجة عن حركة الصفائح التكتونية الموجودة في باطن الأرض. وتعكس هذه الحركة حدوث هزات متفاوتة في الشدة، مسلطاً الضوء على أن تسجيل مثل هذه الهزات بين الفينة والأخرى هو أمر طبيعي ومتوقع، ويؤدي إلى متابعة متواصلة من الجهات المختصة لأي تغييرات في النشاط الزلزالي.
وبيّن أن المملكة العربية السعودية تقع بالكامل ضمن صفيحة شبه الجزيرة العربية، وهي واحدة من الصفائح المستقرة نسبياً مقارنة بمناطق النشاط الزلزالي العالي في العالم، مما يعني أن أي نشاط زلزالي داخل حدودها يكون عادةً ضمن مستويات متوسطة أو خفيفة. وهذا يُسهم في تقليل مستويات المخاطر المحتملة.
شبكة الرصد الزلزالي في المملكة
أوضح التمراوي أن المملكة تمتلك شبكة رصد زلزالي متطورة، مزودة بأحدث التقنيات وأكثرها دقة، لرصد أي حركة أرضية صغيرة. تعمل هذه الشبكة على مدار الساعة وتبث بياناتها مباشرة إلى مراكز المراقبة والتحليل، مما يتيح فرق المراقبة في هيئة المساحة الجيولوجية تحليل البيانات بشكل فوري وإصدار تقارير دقيقة حول كل هزة أرضية جديدة.
ولفت إلى أهمية نشر الوعي المجتمعي حول دور الجهات المختصة في مراقبة ورصد النشاط الزلزالي، مشيراً إلى أن الزلازل الخفيفة غالباً ما تمر دون أن يشعر بها معظم السكان. وفي حال شعر بها بعض الأفراد، فإن تأثيرها يكون محدوداً، ولا تُسجل أي أضرار.
التعاون والجهود المستمرة
أكد التمراوي على أن النشاط الزلزالي في المملكة يتماشى مع المعدلات الطبيعية المتوقعة، مشيراً إلى أن البيانات التاريخية تثبت استقرار الوضع الزلزالي. كما شدد على أهمية تطوير قدرات الرصد والتحليل من خلال تحديث الأنظمة بشكل دوري، بالتعاون مع مراكز بحثية وهيئات عالمية متخصصة.
وبين أن دور الإعلام في توعية المجتمع بحقيقة النشاط الزلزالي هو عنصر أساسي لتفادي انتشار الشائعات. دعا القائمين على وسائل الإعلام لنقل المعلومات من مصادرها الرسمية لضمان دقة الصورة حول الوضع الزلزالي.
ختم التمراوي بالتأكيد على التزام هيئة المساحة الجيولوجية الرصد والمتابعة المستمرة، وتوفير معلومات موثوقة لجميع الجهات المعنية والجمهور لضمان سلامة الجميع واستقرار المجتمع.
