بين الذهب والعقارات: كيف تغيّر العملات الرقمية مستقبل الاستثمار العالمي في 2025

شهدت أسواق العملات المشفرة منذ بداية عام 2025 طفرة واضحة ونموًا ملحوظًا جذب اهتمام المستثمرين، حيث تصدرت كل من بيتكوين وإيثيريوم ساحة الارتفاعات القياسية. ومع اختلاف أداء العملات البديلة بين مكاسب متواضعة ومحدودية في الزخم، أثار هذا الوضع جدلًا حول دور هذه العملات في المحافظ الاستثمارية ومستوى استقرارها على المدى الطويل.
الارتفاعات القياسية للعملات الرائدة
سجلت إيثيريوم زيادة بنسبة 40% منذ بداية العام، مما جعل قيمتها السوقية تصل إلى حوالي 161 مليار دولار، وهو ارتفاع يعد الأعلى منذ أربع سنوات. بينما واصلت بيتكوين تحطيم أرقامها القياسية، متجاوزة عتبة الـ 120 ألف دولار. هذا الأداء القوي دفع العديد من المستثمرين للتساؤل حول مدى دخول السوق مرحلة جديدة من الاعتماد المؤسسي على هذه الأصول، رغم المخاوف من حدوث تصحيح مفاجئ.
التاريخ والنمو المستدام
بدأت إيثيريوم رحلتها منذ إطلاقها في عام 2015 بسعر دولار واحد، واليوم تبلغ قيمتها حوالي 4600 دولار. مما يعني أن استثمارًا بقيمة ألف دولار آنذاك كان سيصبح اليوم 4.6 مليون دولار. هذه الأرقام تعكس تحولًا كبيرًا في نظرة السوق تجاه الأصول الرقمية، وتؤكد قدرة العملات الكبرى على الارتقاء بمكانتها ضمن النظام المالي العالمي.
استراتيجيات الاستثمار والمخاطر المحتملة
تحدث نديم السبع، الرئيس التنفيذي لشركة FFM، في لقاء مع برنامج “بزنس مع لبنى” على سكاي نيوز عربية، مشيرًا إلى أن العملات المشفرة لم تعد خيارًا ثانويًا بل أصبحت جزءًا أساسيًا من المحافظ الاستثمارية. وأكد أن النسب المخصصة تختلف بين 3% و20% حسب طبيعة المستثمر. ومع ذلك، حذر من المخاطر المرتبطة بهذه الاستثمارات بسبب التقلبات الحادة، مشيرًا إلى أن المؤسسات وصناديق المؤشرات أصبحت تتولى دورًا رئيسيًا في تحريك السوق.
على الرغم من الأداء المتميز لبيتكوين وإيثيريوم، حققت عملات بديلة مثل لايتكوين زيادة بنسبة 30%، في حين سجلت سولانا مكاسب هامشية لا تتجاوز 4%. وكانت XRP من أبرز العملات أداءً، حيث ارتفعت بنسبة 60%، مما يدل على أن الزخم يتركز بشكل أكبر حول العملات الكبرى المدعومة بمشاريع قوية.
وخلال حديثه، أكد السبع أن السوق لا تزال عالية المخاطر، مع احتمال حدوث انهيارات مفاجئة دائمًا. وأشار إلى أن ندرة بيتكوين تجعلها مؤهلة لمزيد من الارتفاع مقارنة بغالبية العملات الأخرى التي قد تختفي لعدم وجود مشاريع قوية تدعمها. يتعين على المستثمرين تحقيق توازن بين الاستفادة من العوائد المرتفعة وتقليل المخاطر المحتملة.