النفط يتراجع برغم المكاسب الأسبوعية مع انخفاض الطلب الأمريكي.. وخام برنت يسجل هذا الرقم

تراجعت أسعار النفط العالمية في تعاملات اليوم، الجمعة، وسط توقعات بضعف الطلب الأمريكي مع اقتراب نهاية موسم الاستهلاك الصيفي. هذا التحول دفع الأسواق إلى التحرك بحذر خلال الجلسة الأخيرة من الأسبوع، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل الأسعار في ظل المعطيات السلبية المتداولة.
تراجع أسعار خام برنت وغرب تكساس
سجلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر أكتوبر انخفاضًا بنحو خمسين سنتًا، أي ما يعادل سبعة أعشار بالمئة، ليتم تداول البرميل عند مستوى 68.12 دولارًا. وجاء هذا التراجع متأثرًا بضغوط بيعية متزايدة من قبل المستثمرين الذين يترقبون تحولات الطلب في السوق الأمريكي.
على صعيد آخر، انخفض عقد خام برنت الأكثر نشاطًا لتسليم نوفمبر بنحو ستة وأربعين سنتًا أو بنسبة مشابهة، ليستقر عند مستوى 67.52 دولارًا، حيث يواصل السوق تعديل مراكزه تحسبًا لأي مفاجآت في الفترة المقبلة. بينما فقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي خمسة وأربعين سنتًا من قيمته، ليغلق التداول عند مستوى 64.15 دولارًا للبرميل، محققًا أيضًا تراجعًا في ختام جلسة نهاية الأسبوع.
التوقعات بزيادة الإمدادات والضغوط المتعلقة بالطلب
رغم المكاسب التي حققها السوق خلال جلسات سابقة هذا الأسبوع، فإن الأسعار تعرضت لضغوط كبيرة. فخام برنت لا يزال في طريقه لتحقيق ارتفاع أسبوعي طفيف بنسبة ستة أعشار بالمئة، بينما يتجه خام غرب تكساس لإنهاء الأسبوع بمكاسب تبلغ ثمانية أعشار بالمئة، مدفوعة بموجة تفاؤل مؤقتة حول توازنات العرض والطلب.
ومع ذلك، فإن التقارير حول وفرة مرتقبة في الإمدادات أدت إلى تحول الأسعار نحو الانخفاض. هذا يتزامن مع التوقعات بانتهاء خفض الإنتاج الطوعي من قبل كبار المنتجين مثل أوبك وشركائها، مما يزيد من احتمالية زيادة الكميات المعروضة في الأسواق خلال الأسابيع القادمة. التراجع الموسمي في الطلب الأمريكي على الوقود يعد أيضًا عامل ضغط رئيسي على السوق، خاصة مع انتهاء فصل الصيف.
العوامل المؤثرة على السوق والنظرة المستقبلية
تشير التوقعات إلى إعادة تقييم بعض المتعاملين لمراكزهم بالاستجابة لعوامل التصحيح السعري في سوق النفط، نتيجة لغياب محفزات قوية لتعزيز الأسعار. يراقب السوق أيضًا التغيرات في سياسات كبار المنتجين، خصوصًا السعودية وروسيا، وسط تساؤلات بشأن مدى التزامهم بمستويات الخفض المعلنة.
العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية تظل مؤثرة على معنويات المستثمرين، حيث يثير تباطؤ الاقتصاد الصيني والتوترات التجارية المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط. إضافة إلى ذلك، فإن قوة الدولار الأمريكي تعد عامل ضغط آخر، حيث تجعل شراء الخام أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يقلل من جاذبيته الاستثمارية.
بشكل عام، تتحرك الأسواق في نطاق ضيق بين تأثيرات تراجع الطلب ومخاوف الوفرة المتزايدة في الإمدادات، مما يجعل من الصعب توقع اتجاه الأسعار بدقة خلال الفترة القريبة. ومع استمرار حالة الترقب، يبقى المستثمرون في انتظار بيانات جديدة قد تساعد في تحديد معالم السوق النفطي في الأسابيع المقبلة، سواء من حيث الإنتاج أو الطلب العالمي.