بعد تجاوز 3900 دولار.. ما السبب وراء القفزة التاريخية للمعدن الأصفر هذا الأسبوع؟

شهدت أسواق المعادن الثمينة اليوم ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الذهب، حيث تجاوزت الأسعار حاجز 3900 دولار للأوقية للمرة الأولى في التاريخ. جاء هذا الارتفاع نتيجة لزيادة الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي والأزمة السياسية المستمرة في الولايات المتحدة نتيجة الإغلاق الحكومي. فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 1.5% لتصل إلى 3945 دولاراً للأوقية، بعد أن لامست 3949.6 دولاراً خلال تداولات الصباح، مما يعكس حالة القلق السائدة في الأسواق العالمية.
تداعيات الإغلاق الحكومي تضغط على الاقتصاد الأميركي
تزامن الارتفاع الكبير في أسعار الذهب مع تصاعد الأزمة المالية والإدارية في واشنطن بعد إعلان مسؤولين في البيت الأبيض عن نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسريح جماعي للموظفين الاتحاديين في حال فشلت المفاوضات مع الكونغرس لإنهاء الإغلاق الجزئي للحكومة. هذا الأمر دفع المتعاملين إلى اتخاذ إجراءات تحوطية ضد تفاقم التوتر السياسي وتباطؤ النشاط الاقتصادي، خاصة مع تحذيرات مجلس الاحتياطي الفيدرالي من زيادة المخاطر التي تهدد النمو في أكبر اقتصاد عالمي.
توقعات بخفض الفائدة تعزز مكاسب المعدن النفيس
زادت رهانات المستثمرين على إمكانية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، حيث تشير مؤشرات الأسواق المالية إلى احتمالات خفض بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر بنسبة 95% و83% على التوالي. ويرى الخبراء أن استمرار سياسة التيسير النقدي سيعزز من جاذبية الذهب، الذي على الرغم من عدم تقديمه لعوائد، فإنه يحتفظ بقيمته في فترات الغموض الاقتصادي. كما ساهمت تصريحات عضو المجلس ستيفن ميران التي دعت إلى خفض حاد للفائدة في تزايد الطلب على المعدن الأصفر.
عوامل دعم متواصلة تقود إلى مستويات قياسية
حقق الذهب ارتفاعاً بنسبة 49% منذ بداية عام 2025، بعد أن شهد نمواً بنحو 27% في العام الماضي. يأتي هذا الدعم من موجة شراء قياسية من البنوك المركزية حول العالم وارتفاع الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، إضافة إلى تراجع الدولار الأميركي وزيادة رغبة المستثمرين الأفراد في التحوط ضد التقلبات الجيوسياسية. تشير التوقعات إلى أن استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي قد يدفع الأسعار إلى تجاوز حاجز 4 آلاف دولار للأوقية في الأسابيع المقبلة، وهو ما أكده الخبير الاقتصادي مصطفى فهمي الذي يرصد تأثير الركود التضخمي على الاقتصاد الأميركي.
أسواق المعادن الأخرى تواكب الاتجاه الصعودي
لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، بل شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى أيضاً أداءً إيجابياً. استقرت الفضة عند 47.98 دولاراً للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1613.15 دولاراً، وصعد البلاديوم 0.2% إلى 1263 دولاراً. تعكس هذه الاتجاهات العامة نحو الأصول الآمنة في ظل هشاشة الوضع الاقتصادي العالمي وانخفاض الثقة في العملات الرئيسية.