الذهب يحقق قفزة تاريخية جديدة ويتجاوز 4124 دولارًا للأونصة

شهدت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا ملحوظًا، محققة مستوى قياسي جديد، مما يؤكد الاتجاه التصاعدي السريع الذي يعاني منه المعدن النفيس منذ بداية العام. حيث ارتفعت الأونصة في التعاملات الفورية لتصل إلى 4124.79 دولارًا، مرتفعة بنسبة 0.4 بالمئة، بعد أن سجلت 4131.52 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. بينما زادت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.3 بالمئة لتصل إلى 4143.10 دولارًا للأونصة.
قفزات متواصلة مدعومة بالأسواق العالمية
هذا الارتفاع التاريخي يعزى إلى مجموعة من العوامل التي تؤثر في الأسواق العالمية، في مقدمتها التوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية. هذا الخفض المحتمل يجعل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين مقارنة بالأدوات المالية ذات العائد الثابت. بالإضافة إلى ذلك، ساهم تزايد القلق الجيوسياسي والاقتصادي في تعزيز الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل المخاوف المستمرة من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتدهور العلاقات التجارية بين القوى الكبرى.
قفزة سنوية تاريخية
منذ بداية هذا العام، حقق الذهب قفزة قدرها 57 بالمئة، بحيث تجاوز حاجز 4100 دولار للمرة الأولى في تاريخه. مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية العالمية من المعدن الأصفر وتوسع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، مما يعكس ثقة متنامية في استدامة ارتفاع الأسعار. يعكس هذا الاتجاه أيضًا الدور المتزايد للذهب كأداة تحوط استراتيجية ضد موجات التضخم والتقلبات الاقتصادية.
تفاعل المعادن الأخرى
لم يكن الذهب وحده المستفيد من هذا الارتفاع، بل شهدت أسعار الفضة أيضًا زيادة في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 بالمئة، حيث وصلت إلى 52.49 دولارًا للأوقية بعد أن لامست 52.70 دولارًا في وقت سابق من اليوم. هذا يعكس مستوى من التفاؤل النسبي في سوق المعادن النفيسة، التي تحصل على دعم مستمر من سياسات التحوط وضعف الدولار الأمريكي على المستوى الدولي.
وفقًا لوكالة “رويترز”، صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية أواخر أكتوبر. يأتي هذا في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وبكين مع إعلان الصين عن توسيع القيود على تصدير المواد الأرضية النادرة، مما زاد من حدة المخاوف في الأسواق العالمية ودفع بالمستثمرين نحو الذهب كخيار أكثر أمانًا وسط الضبابية الاقتصادية.