السعودية تكشف عن وثيقة تاريخية نادرة وقعها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود لأول مرة

يؤكد مركز الملك سلمان للترميم والمحافظة على المواد التاريخية، التابع لدارة الملك عبدالعزيز، على الأهمية الكبيرة للتفاصيل الدقيقة والهوامش في تعزيز القيمة الوثائقية للمخطوطات والمستندات التاريخية.
وثيقة تاريخية وقعها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود
جاء ذلك من خلال عرض وثيقة نادرة تحمل توقيع وختم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، في إصدار توعوي ضمن مبادرة “وثائق الدارة”.
الهوامش أكثر من مجرد ملاحظات جانبية
أوضح المركز أن الهوامش، التي قد يعتبرها البعض تفاصيل ثانوية، تعد جزءًا أساسيًا من هوية الوثيقة التاريخية. فهي تسهم في إثبات أصالتها، حيث يمنح وجود التوقيع والختم الرسمي الوثيقة درجة عالية من الموثوقية، مما يحول دون استخدامها بطرق غير صحيحة أو تحريف مضمونها. وبالتالي، فإن القيمة الحقيقية للوثيقة لا تقتصر على محتواها فحسب، بل تشمل أيضًا مكوناتها الشكلية وتفاصيلها الدقيقة.
منهج علمي متكامل في العناية بالوثائق
يعمل المركز وفق أسس علمية متخصصة تراعي كل جوانب الوثائق والمخطوطات، منذ تأسيسه عام 1425هـ (2005م)، ليكون ركيزة أساسية في حفظ الذاكرة الوطنية للمملكة. تشمل أعماله الترميم، الصيانة، الحفظ، والتوثيق وفق معايير دقيقة تضمن بقاء الوثائق في حالة مثالية لأطول فترة ممكنة.
دعوة مفتوحة لحفظ التراث الوطني
وجه المركز دعوته إلى جميع الجهات الحكومية والأهلية، وكذلك الأفراد الذين يمتلكون وثائق تاريخية تحتاج إلى صيانة أو ترميم، للاستفادة من خدماته المتاحة عبر بوابة دارة الملك عبدالعزيز الإلكترونية. تم تصميم هذه الخدمات ضمن منظومة رقمية متطورة تسهل الوصول إلى الرعاية الوثائقية المتخصصة بطريقة آمنة وسريعة.
إستراتيجية شاملة لقيادة المحتوى التاريخي
تندرج هذه الجهود ضمن الاستراتيجية العامة لدارة الملك عبدالعزيز، التي تهدف إلى قيادة المحتوى التاريخي الوطني ورفع وعي المجتمع بأهمية الوثائق كمصادر أساسية في بناء السرد التاريخي للمملكة العربية السعودية. تؤكد هذه المبادرات أن حماية التراث المكتوب مسؤولية مشتركة، وأن العناية بالتفاصيل الصغيرة في الوثائق قد تكون المفتاح للحفاظ على تاريخ أمة بأكملها.