اقتصاد

النفط يستقر بعد أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو.. خام برنت ينهي تداولاته عند 66.59 دولار

شهدت أسواق النفط العالمية حالة من الاستقرار الحذر في تعاملات اليوم السبت، بعد أسبوع اتسم بتقلبات ملحوظة في الأسعار. وعلى الرغم من الجهود للحد من الخسائر اللحظية، فإنه تم إنهاء الأسبوع بانخفاضات كبيرة تُعتبر الأضخم منذ شهر يونيو الماضي، مما يعكس تأثير العوامل الأساسية المسيطرة على السوق في الوقت الحالي.

تأثير زيادة المعروض على الأسعار

تأتي حالة الاستقرار هذه بعد أن تعرضت أسعار النفط لضغوط متزايدة نتيجة وفرة المعروض في الأسواق العالمية. زيادة الإنتاج من كبار المنتجين أسهمت في تعزيز حالة التشبع بالمعروض، مما أدى إلى تراجع معنويات المستثمرين وانخفاض الأسعار خلال جلسات الأسبوع.

سجل خام برنت القياسي العالمي ارتفاعًا طفيفًا بلغ 0.2% في جلسة اليوم، ليصل سعر البرميل إلى 66.59 دولار. بينما استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دون تغيير يذكر عند 63.88 دولار للبرميل، ما يشير إلى غياب الزخم القوي لتحريك الأسعار نحو الصعود.

التوقعات المستقبلية للسوق

على الرغم من الاستقرار اللحظي، إلا أن حصيلة الأسبوع كانت سلبية بشكل واضح. تراجع خام برنت بنسبة 4.4% في مجمل التعاملات الأسبوعية، في حين تكبد خام غرب تكساس الوسيط خسائر أكبر بنسبة 5.1%. ويرى المحللون أن استمرار زيادة المعروض، إلى جانب المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، كان لهما الدور الأكبر في دفع الأسعار نحو التراجع. تباطؤ النشاط الصناعي في بعض الاقتصادات الكبرى يؤثر على التوقعات بانتعاش قوي للطلب على الخام في المدى القريب.

في الوقت الحالي، التقلبات الكبيرة في السوق تعكس حساسية أسعار النفط لأي تغييرات في توازن العرض والطلب، مما يجعل السوق أكثر اعتمادًا على البيانات الاقتصادية والتقارير المتعلقة بالإنتاج والمخزونات. كما أن التراجع الكبير في الأسعار قد يدفع بعض المنتجين إلى إعادة النظر في خططهم الإنتاجية، الراغبين في الحفاظ على مستويات أسعار تدعم استقرار موازناتهم الغذائية وعدم الإضرار بعائدات صادراتهم النفطية.

علاوة على ذلك، يعتبر بعض المتعاملين أن هبوط الأسعار يمكن أن يشكل فرصة للمشترين لتعزيز مشترياتهم وبناء مخزونات بأسعار منخفضة، مما قد يساهم في دعم الطلب خلال الأسابيع المقبلة إذا استمرت الأسعار عند مستوياتها الحالية.

يتوقع المحللون أن تظل الأسواق تحت ضغط طالما استمرت مستويات المعروض في الارتفاع، خاصة إذا لم يقابلها نمو مماثل في الطلب العالمي. كما أن أي إشارات عن خفض الإنتاج من قبل تحالف أوبك+ قد تعمل على إعادة التوازن للأسعار ودعم مسارها الصعودي.

في الختام، تبقى حالة الحذر هي السمة الأبرز في أسواق النفط، مع متابعة دقيقة من قبل المتعاملين والمحللين لأي مؤشرات جديدة قد تعيد الأسعار إلى مسارها الصاعد أو تدفعها لمزيد من الخسائر.

قد يهمك

زر الذهاب إلى الأعلى