شهد الدولار الأمريكي تراجعًا اليوم في الأسواق الآسيوية، حيث تخلى عن المكاسب الكبيرة التي حققها في الجلسة السابقة، متأثرًا ببيانات اقتصادية جديدة وضغوط من العملات المنافسة.
تراجع مؤشر الدولار وعمليات جني الأرباح
سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، انخفاضًا بنسبة 0.3%، ليصل إلى 98.187 نقطة، بعد أن حقق أفضل أداء يومي له خلال أربعة أسابيع في الجلسة السابقة.
تعرض الدولار لضغوط بيعية بسبب المكاسب التي حققها في الأمس، مما أتاح للمستثمرين فرصة جني أرباح سريعة في سوق العملات العالمية. يأتي هذا التراجع على الرغم من توقُّعات سابقة بمزيد من الارتفاع، لكن الأسواق بدأت تميل للتحفظ بسبب غياب مؤشرات واضحة حول مسار أسعار الفائدة المستقبلية.
تغيرات في أسعار العملات الأخرى
على جانب آخر، ارتفع اليورو بنسبة 0.2% مسجلًا 1.1650 دولار، مستفيدًا من تراجع الدولار وبعض الإشارات الإيجابية من الاقتصاد الأوروبي. بينما ظل الجنيه الإسترليني مستقرًا عند مستوى 1.3483 دولار، مع ترقب المستثمرين لأي بيانات جديدة من بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية.
بالإضافة إلى ذلك، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا أمام الين الياباني بنسبة 0.4%، ليبلغ 147.18 ين، مما يعكس تباين التوجهات بين الدولار وباقي العملات نتيجة اختلاف الأداء الاقتصادي. كما شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.15% ليصل إلى 0.64915 دولار أمريكي، مدعومًا بتحسّن أسعار السلع الأساسية.
توقعات السوق وتحركات الدولار
يرى المحللون أن تحركات الدولار الحالية تعبر عن حالة من الحذر في الأسواق المالية، في ظل الغموض المحيط بموقف الفيدرالي الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة. ويشير هؤلاء إلى احتمال حدوث تقلبات إضافية في الدولار على المدى القصير، مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية تتعلق بالنمو والتضخم.
وفقًا لمتعاملي سوق العملات، فإن الانخفاض الحالي قد لا يستمر طويلًا إذا ما عادت توقعات رفع الفائدة، مع التأكيد على أن الأسواق المتقلبة تظل عرضة لأي تطورات مفاجئة. تبقى التحركات الحالية مرهونة باستقرار الاقتصاد العالمي وقدرة البنوك المركزية على تحقيق التوازن بين كبح التضخم ودعم النمو.
