خدمات السعودية

بعد التأجيل في بعض المناطق.. موعد عودة الطلاب للمدارس في جميع مناطق السعودية للعام الدراسي 1447

في إطار efforts المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتطوير المنظومة التعليمية بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، أعلنت وزارة التعليم عن اعتماد التقويم الدراسي الجديد للعام 1447 – 1448هـ، وذلك كخطوة تمثل نقلة نوعية في آلية تنظيم العام الدراسي وإدارة الزمن التعليمي.

موعد عودة الطلاب للمدارس في كل منطقة من مناطق السعودية للعام الدراسي 1447

يأتي هذا القرار بعد دراسة شاملة لتجارب السنوات الماضية، ومراجعة أداء نظام الفصول الدراسية الثلاثة، مما نتج عنه العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين مع إدخال تعديلات جوهرية على المواعيد والترتيبات الزمنية، لتلبية احتياجات المجتمع التعليمي وأخذ الخصوصيات الثقافية والدينية والجغرافية لبعض المناطق بعين الاعتبار.

عودة نظام الفصلين الدراسيين: فلسفة القرار

خلال السنوات الماضية، تم تطبيق نظام الفصول الثلاثة الذي ساهم في زيادة عدد أيام الدراسة وتقليل فترات الانقطاع، وحقق توافقاً مع معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ومعايير دول مجموعة العشرين.

إلا أن وزارة التعليم، وبعد تقييم دقيق للمكتسبات والتحديات، قررت العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، مما سيسمح بتركيز أكبر على جودة المخرجات التعليمية، بدلاً من التركيز على الكم الزمني فقط.

هذا القرار لا يعني تقليص الإطار الزمني الإجمالي للعملية التعليمية، إذ أكدت الوزارة أن عدد أسابيع الدراسة سيظل ضمن الخطة الزمنية للأعوام الأربعة القادمة. ولكن التوزيع الجديد للفصول والإجازات سيعزز من تركيز الطلبة، ويحسن من فعالية المعلمين، ويوفر فرصاً أوسع لتطوير المناهج والأنشطة.

مواعيد الدراسة والإجازات في التقويم الجديد

اعتمد التقويم الدراسي الجديد مواعيد دقيقة ومحددة لبداية ونهاية العام الدراسي، مع مراعاة التفاوت الجغرافي والزمني بين بعض المناطق:

  • بداية الدراسة في معظم مناطق المملكة: الأحد 1 ربيع الأول 1447هـ الموافق 24 أغسطس 2025م.
  • بداية الدراسة في المناطق المؤجلة (مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، الطائف): الأحد 8 ربيع الأول 1447هـ الموافق 31 أغسطس 2025م.
  • نهاية الدراسة لمعظم المناطق: الخميس 10 محرم 1448هـ الموافق 25 يونيو 2026م.
  • نهاية الدراسة في المناطق المؤجلة: الخميس 17 محرم 1448هـ الموافق 2 يوليو 2026م.

سبب تأجيل الدراسة في أربع مناطق رئيسية

تأجل بدء الدراسة في مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، والطائف استجابة لاعتبارات خاصة بهذه المدن، حيث تشهد ذروة النشاط السياحي والديني خلال مواسم الحج والعمرة. يهدف هذا التأجيل إلى:

  • تخفيف الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة في أوقات الذروة.
  • تسهيل حركة الحجاج والمعتمرين وتقليل الازدحام المروري.
  • دعم المجتمع المحلي في أداء الشعائر الدينية بيسر وسهولة.
  • تحقيق توازن بين استمرارية التعليم والخصوصيات الاجتماعية والدينية.

إلغاء الإجازات المطولة: نحو استقرار أكاديمي

من أبرز التغييرات في التقويم الجديد هو إلغاء الإجازات المطولة بين الفصول أو خلال الفترات القصيرة، بهدف:

  • تعزيز استمرارية العملية التعليمية دون انقطاع.
  • زيادة معدل التحصيل الأكاديمي عبر استغلال كامل الوقت الدراسي.
  • الحد من فقدان التركيز الناتج عن التوقفات المتكررة.

ومع ذلك، سيظل التقويم يحتفظ بالإجازات الرسمية الأساسية، ومنها:

  • إجازة اليوم الوطني: الأحد 1 صفر 1447هـ (23 سبتمبر 2025م).
  • إجازة الفصل الدراسي الأول: من 30 جمادى الأولى حتى 8 جمادى الآخرة 1447هـ (20 – 29 نوفمبر 2025م).
  • إجازة منتصف العام الدراسي: من 20 رجب حتى 28 رجب 1447هـ (7 – 15 يناير 2026م).
  • إجازة عيد الفطر: من 16 رمضان حتى 9 شوال 1447هـ (4 – 27 مارس 2026م).
  • إجازة عيد الأضحى: من 4 ذو الحجة حتى 15 ذو الحجة 1447هـ (20 – 31 مايو 2026م).

مرونة تطبيق النظام الجديد

يتميز التقويم الدراسي الجديد بمرونة عالية تتيح للمؤسسات التعليمية المختلفة التكيف مع احتياجاتها:

  • منح المدارس الأهلية والعالمية والجامعات ومؤسسات التدريب التقني حرية اختيار تطبيق نظام الفصلين أو الثلاثة فصول.
  • السماح لإدارات التعليم في المناطق ذات الظروف المناخية الخاصة (مثل المناطق الباردة) بإجراء تعديلات زمنية على الجداول بما يتناسب مع الظروف المحلية.

ارتباط التقويم ببرنامج تنمية القدرات البشرية ورؤية 2030

هذا التعديل لا يقتصر على الجانب الزمني، بل يتكامل مع خطط برنامج تنمية القدرات البشرية، وهو أحد أهم برامج رؤية 2030، لتحقيق أهداف استراتيجية تشمل:

  • تأهيل المعلمين عبر برامج تدريبية متطورة ترفع من جودة التعليم.
  • تطوير المناهج لتكون أكثر تفاعلية وملاءمة لمتطلبات العصر الرقمي.
  • تحسين البيئة المدرسية عبر توفير مرافق تعليمية متقدمة ومحفزة.
  • تعزيز الحوكمة لضمان الشفافية والكفاءة في إدارة العملية التعليمية.

نحو تعليم متوازن وفعّال

يمثل التقويم الدراسي الجديد 1447 – 1448هـ نقطة تحول مهمة في مسار التعليم السعودي، حيث يجمع بين الانضباط الأكاديمي من خلال مواعيد دقيقة وواضحة، والمرونة الذكية التي تراعي التنوع الجغرافي والديموغرافي، والاحترام العميق للخصوصيات الثقافية والدينية.

إنه ليس مجرد جدول زمني، بل هو خارطة طريق تهدف إلى بناء جيل قادر على المنافسة عالمياً، ومؤهل لقيادة مستقبل المملكة بثقة، انسجاماً مع تطلعات رؤية 2030 نحو اقتصاد معرفي مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح.

قد يهمك

زر الذهاب إلى الأعلى