أسعار النفط تتراجع في آسيا وسط مخاوف المعروض بعد انهيار حاد الأسبوع الماضي

تشهد أسواق النفط العالمية انحدارًا ملحوظًا في الأسعار، حيث تواصل مسار الهبوط الذي بدأ منذ الأسبوع الماضي، وذلك في ظل مجموعة من الضغوط الاقتصادية والسياسية المؤثرة على معنويات المستثمرين. هذه التحديات عززت المخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة.
أسباب الانخفاض الحاد في الأسعار
تعرضت أسعار النفط لخسائر حادة خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت انخفاضات تجاوزت 4% بسبب زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على بعض الواردات، ما جعل الأعباء الاقتصادية تتزايد على المستوى العالمي. كما ساهم ارتفاع إنتاج منظمة أوبك في تعزيز المعروض النفطي، مما زاد الضغوط البيعية ودفع الأسعار نحو المزيد من الانخفاض في السوق.
الأرقام والدلالات الحالية
في التعاملات الآسيوية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.78% لتصل إلى 66.07 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ عدة أسابيع. بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.91% لتصل إلى 63.30 دولارًا للبرميل، مشيرة إلى ضعف الطلب الفعلي وارتفاع المخزونات الأمريكية.
وفق بيانات السوق، شهد خام برنت انخفاضًا بنسبة 4.4% خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجع خام غرب تكساس بنسبة 5.1%، مما يمثل أكبر تراجع أسبوعي لكلا الخامين منذ بداية الصيف. المحللون يؤكدون أن استمرار هذه الضغوط يعتمد على قدرة الاقتصاد العالمي على التكيف مع تأثير الرسوم الجمركية الجديدة ومدى التزام أوبك وشركائها باتفاقيات خفض الإنتاج.
كما أن هناك توقعات بأن بعض العوامل قد تحد من هذه الخسائر، من بينها احتمالية تجدد التوترات الجيوسياسية في مناطق إنتاج النفط، أو إعلان أوبك عن تعديلات جديدة في مستويات الإنتاج. المستثمرون يترقبون أيضًا بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة والصين، والتي من المتوقع أن تعطي إشارات أوضح حول مستقبل الطلب العالمي على النفط.
لا يزال الخبراء يعتبرون أن المستويات الحالية للأسعار قد تدفع بعض المنتجين ذوي التكلفة العالية إلى خفض إنتاجهم، مما قد يساهم في خلق توازن نسبي في السوق إذا استمر الهبوط لفترة أطول. تبقى الأسواق في حالة ترقب، مع متابعة التطورات في السياسات الاقتصادية العالمية، وأي تصريحات قد تصدر عن كبار المنتجين مثل السعودية وروسيا بشأن خطط الإنتاج المستقبلية.
في الختام، يعد العامل النفسي للمستثمرين مسألة أساسية، حيث تؤدي الأخبار السلبية إلى موجات من البيع، في حين تساعد الأخبار الإيجابية على تحقيق تعافٍ سريع في الأسعار. الفترة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار النفط، خاصة مع اقتراب نهاية موسم الصيف الذي عادةً ما يشهد ارتفاعًا في الطلب على الوقود.