أعلنت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية عن تعديل جديد على أسعار السجائر، كجزء من الجهود المبذولة للحد من انتشار التدخين وتعزيز الصحة العامة. يشمل هذا التعديل زيادة واضحة في أسعار بعض أنواع السجائر المشهورة، مثل مارلبورو، مما أثر بشكل كبير على توقعات المستهلكين.
ارتفاع أسعار السجائر في السعودية
دخل القرار الجديد حيز التنفيذ مع بداية سبتمبر 2025، ويهدف إلى تقليص معدلات التدخين بين جميع شرائح المجتمع، وخصوصًا الشباب، من خلال تطبيق أدوات اقتصادية تشجع على تقليل الاستهلاك. هذه الخطة تعكس استراتيجية طويلة الأجل أطلقتها المملكة، والتي تسعى لوضع التدخين ضمن الممارسات المكلفة صحياً ومالياً.
استراتيجية وطنية لمكافحة التدخين
تندرج هذه الخطوة ضمن خطة وطنية متكاملة طورتها وزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك، بدعم من منظمة الصحة العالمية. تستهدف الخطة تقليل نسبة المدخنين في المملكة من 19% إلى أقل من 8% بحلول عام 2030.
تعتمد هذه الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية تشمل فرض الضرائب الانتقائية، تشديد القيود على الإعلان، وتوسيع برامج الإقلاع عن التدخين. وتشير الدراسات إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في أسعار التبغ تؤدي إلى انخفاض استهلاكه بنسبة تتراوح بين 4% إلى 6% بين المراهقين، مما يعزز من فعالية هذه الإجراءات.
تفاصيل رفع الأسعار وإجراءات الرقابة
بحسب البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك، بلغ متوسط سعر علبة السجائر في السوق السعودي حوالي 34 ريالًا في سبتمبر 2025، مقارنة بــ 28 ريالًا في منتصف العام. كما سجّلت سجائر مارلبورو أعلى سعر لها عند 36 ريالًا، وهو ما يُعزى إلى فرض شرائح إضافية من الضرائب الانتقائية وتحديث آليات التسعير بناءً على تكاليف الاستيراد والتوزيع.
في إطار combatting market exploitation, تضاعفت جهود الرقابة على بيع التبغ المهرب أو المقلد، مع تكثيف الرقابة على الأسواق لضمان الالتزام بالأسعار الرسمية. من جانب آخر، تم تفعيل منصات إلكترونية للمستهلكين للإبلاغ عن أي مخالفات أو مخاطر تتعلق بالمنتجات.
من المتوقع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تقليص ملحوظ في معدلات استهلاك السجائر، خاصة بين الشباب، في ظل زيادة الوعي المجتمعي بمخاطر التدخين على الصحة والاقتصاد. ويعكس هذا الاتجاه التزام المملكة بمحاربة ظاهرة التدخين من جذورها وتحقيق نموذج إقليمي في السياسات الصحية الوقائية.
