تخفيض ساعات العمل للمرأة الحامل في السعودية

في إطار دعم المرأة العاملة وتعزيز بيئة عمل صحية ومتوازنة، أقرّت المملكة العربية السعودية عددًا من الأنظمة التي تصبّ في مصلحة الموظفة الحامل، وأبرزها: تخفيض ساعات العمل للمرأة الحامل. هذه الخطوة ليست مجرد امتياز وظيفي، بل هي حقّ قانوني منصوص عليه بوضوح في نظام العمل، وتأتي ضمن حزمة من السياسات التي تُعزز من حقوق المرأة، وتُراعي ظروفها الصحية والاجتماعية، خاصة في مرحلة الحمل وما بعدها.

في هذا المقال، نستعرض تفاصيل تخفيض ساعات العمل للمرأة الحامل في السعودية، بدءًا من الأساس القانوني، وصولاً إلى الأسئلة الشائعة التي تدور في أذهان كثير من الموظفات.

الخلفية القانونية لتخفيض ساعات العمل

ضمن التعديلات الحديثة على نظام العمل السعودي، وتماشيًا مع رؤية السعودية 2030، تم اعتماد مواد تنص صراحة على حق المرأة الحامل في تخفيض عدد ساعات العمل اليومية دون أن يؤثر ذلك على أجرها أو امتيازاتها.
تهدف هذه التعديلات إلى مراعاة الجانب الصحي للمرأة في فترات الحمل، وضمان سلامتها وسلامة الجنين، مع الاستمرار في تأدية عملها في بيئة مرنة وآمنة.

كم ساعة يتم تخفيضها؟ ومتى يبدأ ذلك؟

وفقًا للأنظمة المعتمدة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، يحق للمرأة الحامل الحصول على تخفيض لا يقل عن ساعة واحدة من ساعات العمل اليومية، وذلك في الفترات التالية:

• من بداية الشهر السادس من الحمل.
• وحتى نهاية الشهر السادس بعد الولادة.

هذا يعني أن المرأة الحامل تتمتع بتخفيض ساعات عملها لمدة تصل إلى عام كامل تقريبًا، دون أن تتأثر رواتبها أو تتعرض لأي ضرر وظيفي.

مثال: إذا كانت تعمل 8 ساعات يوميًا، تصبح ساعات العمل 7 ساعات فقط.

ما الشروط لتطبيق تخفيض الساعات؟

ليس على الموظفة الحامل تقديم طلب خاص في معظم الحالات، وإنما يتم اعتماد التخفيض تلقائيًا عند:

• تقديم تقرير طبي يثبت الحمل (في القطاع الخاص).
• إشعار جهة العمل بالحمل رسميًا.
• استمرار العلاقة التعاقدية النظامية.

يشمل التخفيض العاملات في:

• القطاع العام.
• القطاع الخاص.
• المؤسسات شبه الحكومية.

لماذا أُقرّ هذا التخفيض؟ وما فوائده؟

تشير الدراسات الطبية إلى أن فترات الحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة، تُرهق المرأة وتزيد من احتمال تعرضها للإجهاد أو المضاعفات الصحية.
لذلك، فإن تخفيض ساعات العمل يساهم في:

• تقليل الإرهاق الجسدي والنفسي.
• تحسين الحالة الصحية للمرأة.
• رفع معدل الولادة الآمنة.
• تحقيق توازن بين متطلبات العمل والحياة الشخصية.

كما أنه يُعزز من رضا الموظفات ويُحسن من سمعة بيئة العمل داخل المؤسسات.

ما الحقوق الأخرى التي تُكمل هذا النظام؟

بالإضافة إلى تخفيض الساعات، هناك مجموعة من الحقوق المرتبطة بالحمل والولادة، وتشمل:

1. إجازة الوضع:

• تصل إلى 10 أسابيع مدفوعة بالكامل.
• في بعض الحالات تُمدد إلى 12 أسبوعًا بحسب طبيعة الولادة.

2. ساعات رضاعة:

• تُمنح العاملة ساعة يومية مدفوعة الأجر لتغذية الطفل بعد العودة من إجازة الوضع.
• يستمر هذا الحق حتى مرور 6 أشهر على الولادة.

3. الحماية من الفصل التعسفي:

• يمنع فصل المرأة أثناء فترة الحمل، أو خلال إجازة الوضع، أو خلال 180 يومًا بعد الولادة، إلا لأسباب قانونية مثبتة.

كيف تُطبق هذه الحقوق على أرض الواقع؟

وزارة الموارد البشرية تُلزم أصحاب العمل بما يلي:

• إدراج تخفيض الساعات ضمن جداول العمل.
• عدم تكليف الموظفة الحامل بساعات إضافية خلال فترة الحمل.
• ضمان عدم تعرّض الموظفة لأي خصم أو تقييم سلبي بسبب تقليل ساعات العمل.

وفي حال رفض صاحب العمل تنفيذ هذا الحق، يحق للموظفة تقديم شكوى رسمية من خلال:

• منصة “بلاغ” التابعة للوزارة.
• تطبيق “معًا للرصد”.
• التواصل مع الرقم المجاني الموحد: 19911.

نصائح للمرأة الحامل:

• لا تترددي في طلب حقك الكامل بتخفيض ساعات العمل.
• احتفظي بتقاريرك الطبية ونسخة من البلاغ المقدم لجهة العمل.
• تحدثي مع الموارد البشرية مباشرة، وفي حال التجاهل، استخدمي القنوات الرسمية.
• تذكري أن هذا التخفيض يندرج ضمن سياسة وطنية لحماية الأم والطفل.

الأسئلة الشائعة

الخاتمة

يمثل تخفيض ساعات العمل للمرأة الحامل في السعودية خطوة إنسانية وتنظيمية ذكية، تعكس مدى اهتمام الدولة بسلامة المرأة وتمكينها وظيفيًا واجتماعيًا. وهو ليس مجرد امتياز، بل حق قانوني لا يجوز تجاهله أو تعطيله. وإذا كنتِ حاملًا، فلا تترددي في المطالبة بحقوقك، وراجعي الأنظمة أو تواصلي مع الجهات المختصة عند الحاجة.