صاعقة رعدية تحول رحلة أم وابنتها في أبها إلى مأساة مؤلمة: ماذا حدث؟

عمّ الحزن مدينة القريات في منطقة الجوف بعد فقدان المواطنة إقبال بنت عبدالهادي الدليمان الشراري وابنتها يارا عبيد الله عوض النصيري الشراري، نتيجة تعرضهما لصاعقة رعدية أثناء رحلة سياحية في مدينة أبها. الحادثة أثارت موجة من التعاطف عبر منصات التواصل الاجتماعي وأثرت في مشاعر المواطنين.
تفاصيل الحادثة
توجهت الأم وابنتها إلى منطقة عسير للاستمتاع بأجوائها الساحرة وهطول الأمطار الغزيرة، ولكن رحلتهن توقفت بشكل مأساوي. في لحظة غير متوقعة، تعرضتا لضربات صاعقة رعدية بينما كانتا تتنزهان في منطقة مفتوحة، مما أدى إلى وفاتهما على الفور، دون أن تسنح الفرصة لأي شخص للتدخل أو تقديم الإسعافات اللازمة.
تناقلت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا توثق لحظة الصاعقة، حيث تعكس قوة الطبيعة الكبرى التي تسببت في هذه المأساة. يمثل هذا الحادث تذكيرًا خطيرًا بضرورة الحذر خلال موسم الأمطار الصيفية، خاصة في مرتفعات كما هو الحال في عسير والباحة وجازان، حيث تتصاعد مخاطر البرق والرعد.
ردود الفعل والمجتمع
أعرب الأهالي في القريات عن حزنهم العميق لفقد الأم وابنتها، حيث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصة عزاء، مليئة بالتعازي والدعوات للفقيدتين. تم تداول صور لهما وشهادات عن طيب صفاتهما ومحبتهما للخير، مما يزيد المشاعر المؤلمة بفقدانهما.
يشير الخبراء إلى أن الصواعق الرعدية تولد تيارات كهربائية مرتفعة تصل إلى مئات الملايين من الفولتات، مما يجعل التعرض لها مميتًا في معظم الأحيان. في هذا السياق، يوصي المختصون بتجنب المناطق المفتوحة أو الاقتراب من الأشجار العالية أو الأعمدة المعدنية أثناء العواصف الرعدية، وينبغي الاحتماء بأماكن آمنة.
دعوة للتوعية والتحذيرات
تحمل هذه الحادثة رسائل توعوية مهمة للمتنزهين في فصل الصيف، حيث يميل الكثيرون للاستمتاع بجمال الطبيعة دون الوعي الكافي للمخاطر المحيطة. ولذا تستدعي الحاجة إلى تكثيف الحملات الإعلامية لزيادة الوعي بمخاطر الظواهر الجوية، وضمان وجود تحذيرات رسمية مدعومة بمعلومات عملية للزوار والمقيمين.
تبقى قصة إقبال وابنتها يارا محفورة في ذاكرة من عرفهم، وتذكيرًا بأن الطبيعة الجميلة قد تخفي قوى هائلة وغير متوقعة. نعم، يجب أن يكون الحذر دائمًا حاضراً، حتى في أكثر اللحظات جاذبية.
في الوقت الذي يستعد فيه ذوو الفقيدتين لتقديم العزاء، يتأمل الجميع في دروس هذه المأساة، آملاً أن تساهم في رفع الوعي بخطورة الصواعق وحماية الأرواح في المستقبل. سواء في القريات أو في أبها، تبقى ذكراهما حية، وتجسد الهشاشة الإنسانية أمام قوى الطبيعة التي لا يمكن تجاهلها.
رحلت إقبال وابنتها، تاركتين وراءهما ذكرى مؤلمة وعبرة يحتاج الجميع إلى التعلم منها، محفزة لرفع مستوى الحذر والوعي في مواجهة تحديات الطقس المتقلب.